الواجب

سحابة تخزينية تعليمية اجتماعية wwwbacdocma إعداد طارق حسين للمزيد من الدروس wwwbacdocmaTarik الواجب تقديم إن اإلنسان حيوان أخالقي ولذلك فتميزه بهذه الصفة جعله يطرح السؤال األخالقي التالي ما الذي ينبغي أن نعمله وفي هذا اإلطار استثمر اإلنسان عقله األخالقي العملي من أجل تشريع قوانين لسلوكه وسن واجبات لتحقيق الغايات المنشودة من أفعاله وإذا كان الواجب كلفظ يحيل إلى معنى اإلكراه واإللزام فإنه مع ذلك يعبر عن سمو اإلنسان وحريته والتزامه بما يشرعه لنفسه وإذا كان الوعي األخالقي سمة من سمات الكائن البشري باعتباره ما يسمح له بالتمييز بين الخير والشر فإن هناك من جعل أساس هذا الوعي في الفطرة البشرية وهناك من أرجعه إلى العقل وهناك من عاد به إلى منشئه التاريخ في إطار الصراع حول المصالح وأمام هذا التعدد في المرجعيات التي تحكم الواجب نجد أنفسنا أحيانا أمام واجبات ترتبط بسلطة مجتمع ما وظروفه الخاصة مما قد يؤدي إلى انغالق القيم األخالقية ودخولها في صراع مع مرجعيات أخالقية أخر وهذا أمر يحتم ررورة المراهنة على أخالق كونية تؤس لواجب اإلنسان إاا اإلنسان المحور األول الواجب واإلكراه إشكال المحور هل يمكن أن يكون الواجب حرا أم أن قبوله ال يتم سو تحت اإلكراه وهل يستمد الواجب سلطته من وااع عقلي داخلي أم يستمدها من إلزام خارجي

سحابة تخزينية تعليمية اجتماعية wwwbacdocma إعداد طارق حسين للمزيد من الدروس wwwbacdocmaTarik موقف هيوم الواجب إلزام صادر عن المنفعة وررورات المجتمع ير دفيد هيوم أنه ال يمكن تأسي األخالق على دعامة من العقل وحده ألن األحكام األخالقية خارعة للعرف والعادة والبيئة االجتماعية هكذا فجريمة واحدة قد تصادف أحكاما مختلفة باختالف الظروف واألحوال فالحكم على األفعال بالخير أو الشر راجع إلى عاطفة أو إحساس نابع من التجربة والمجتمع اللذين يجعالن اإلنسان يتشبث بالحسن لما يجلبه له من منفعة ويبتعد عن القبيح لما يجلبه له من ررر ويقسم هيوم الواجبات األخالقية إلى نوعين الواجبات األولى هي تلك التي يقوم بها الناس بدافع غريزي طبيعي وبدون أي إلزام أو سعي نحو تحقيق منفعة ما مثل حب األطفال والعطف على المحتاجين أما الواجبات الثانية فهي تلك التي تكون صادرة عن إلزام نابع من ررورة المحافظة على المجتمع البشري هكذا فالطابع اإللزامي للواجب عند هيوم مرتبط باآلثار المترتبة عنه على مستو الحياة االجتماعية والتجربة وحدها هي التي تبين لنا مد ما نجنيه من منفعة أو فائدة إذا ما تقيدنا بأوامر الواجب من هنا فالتجربة والتفكير المرتبط بها هما اللذان يمارسان الرقابة على الميوالت الذاتية والغريزية ويجعالنها خارعة لألحكام الصادرة عن الواجب إن إلزامية الواجب إذن صادرة حسب هيوم عن دوافع خارجية كما أنها ترتبط بالمنفعة وبالنتائج المفيدة المترتبة عنها وهو األمر الذي سيرفضه إيمانويل كانط موقف كانط الواجب التزام حر نابع من الذات وغير مشروط ير كانط أن اإلنسان حينما يخضع للقوانين التي يمليها الواجب الصادر عن العقل فإنه ال يخضع سو لتشريعه الخاص وال يتصرف إال طبقا إلرادته الخاصة هذه اإلرادة التي تتميز باالستقالل الذاتي ألنها تشرع لنفسها في استقالل عن أية شروط أو غايات خارجية وير كانط من جهة أخر بأن اإلرادة ال تخضع دوما ألوامر العقل لذلك يمارس عليها هذا األخير نوعا من اإلكراه إال أنه إكراه حر مادامت اإلرادة تخضع للقانون األخالقي الصادر عن العقل من أجل مقاومة التأثير الذي تمارسه الميوالت الغريزية من جهة ومن أجل المحافظة على كرامة اإلنسان واحترامه من جهة أخر ويميز كانط بين نوعين من األوامر األخالقية أوامر أخالقية شرطية ترتبط بالنتائج التي تتطلبها الضرورات العملية فتكون الواجبات في هذه الحالة مجرد وسائل لتحقيق غايات معينة كأن نقول الصدق من أجل أن نكسب ثقة الناس وأوامر أخالقية قطعية أو مطلقة وهي تلك التي تنظر إلى األفعال في ذاتها ال من حيث النتائج المترتبة عنها كأن نقول الصدق دائما ألنه واجب أخالقي صادر عن العقل العملي هكذا فالواجب المرتبط بهذه األوامر األخيرة يتميز بكونه غير مشروط بأية نتائج منتظرة فهو يحمل غايته في ذاته كما أنه ذا صبغة كونية وشمولية وهو ايادة على ذلك يتسم بطابعه الصوري والعقلي المجرد

سحابة تخزينية تعليمية اجتماعية wwwbacdocma إعداد طارق حسين للمزيد من الدروس wwwbacdocmaTarik وبالرغم من هذا الطابع الصوري والكوني للواجب األخالقي عند كانط فهو يعبر عن حرية اإلنسان والتزامه بقوانين كونية نابعة من العقل كما يجعله يتصرف كما لو كان في نف الوقت مشرعا وفردا في مملكة اإلرادة المحور الثاني الوعي األخالقي إشكال المحور ما هو مصدر الوعي األخالقي وأين يجد أساسه ومبدأه وكيف يتأتى لإلنسان الوعي باألوامر األخالقية وكيف له أن يميز بين الخير والشر موقف روسو الفطرة كأساس للوعي األخالقي إن أساس الوعي األخالقي عند روسو هو مبدأ فطري يمكن اإلنسان من التمييز بين الخير والشر وهذا المبدأ هو ما ينعته روسو بالوعي األخالقي الذي يصدر عن إحساس عميق في النف البشرية يمكنها من إصدار أحكام على األفعال ووصفها بالخيرة أو الشريرة هكذا فمصدر الوعي األخالقي هو إحساس داخلي متأصل في الطبيعة اإلنسانية وهو الذي يميزها عن طبيعة أي كائن آخر وهذا ما يجعل االجتماع البشري ال يتأس فقط على الحاجيات البيولوجية ورروريات العيش بل يتأس أيضا على الروابط األخالقية التي تجد مرتكزها في األحاسي الفطرية التي تميز الكائن البشري وتدله على ما هو خير وما يسمح له بتأسي عالقته مع ذاته ومع اآلخرين في إطار أخالقي وإنساني ويميز روسو بين معرفة الخير ومحبته فمعرفة الخير هي معرفة عقلية مكتسبة لكن محبته هي نابعة عن إحساس فطري لد اإلنسان من هنا فالوعي األخالقي عند روسو هو غريزة إلهية خالدة ومعصومة وهي الضامنة والمرشدة لإلنسان بحيث تمكنه من التمييز بين الخير والشر وتمنح أفعاله صبغة أخالقية متميزة وإذا كان روسو يؤس الوعي األخالقي على الفطرة والغريزة فإنه يتجاهل الظروف التاريخية والعوامل االجتماعية التي تقف ورا نشأة الوعي األخالقي وهو ما أكد عليه مجموعة من الفالسفة ومن بينهم نيتشه مالحظة يمكن استثمار موقف كانط في هذا المحور الثاني باعتبار أن كانط يجعل مصدر الواجب في العقل ويؤسسه على القانون األخالقي الصادر عنه

سحابة تخزينية تعليمية اجتماعية wwwbacdocma إعداد طارق حسين للمزيد من الدروس wwwbacdocmaTarik موقف نيتشه يجد الوعي األخالقي أساسه في العالقات التجارية األولى بين الناس لقد كشف نيتشه من خالل بحثه الجينيالوجي عن أصل األخالق ومنشئها عن األحداث التاريخية األولى والحقيقية التي كانت ورا تبلور ما يسمى بالوعي األخالقي هكذا فقد نشأ الوعي األخالقي في إطار عالقة تجارية بين الدائن والمدين حيث أن هذا األخير عجز عن أدا ما عليه من دين لألول باعتباره واجبا عليه فعوض له ذلك بخضوعه له وانصياعه ألوامره من هنا فأصل الوعي األخالقي وبالتالي أصل الخير والشر هو تلك القيم والواجبات التي ورعها الدائنون ليعاقبوا بها المدينين ويصبحوا سادة عليهم إن العقاب في هذه الحالة لم يتخذ شكل تعويض مالي أو عقاري وإنما اتخذ شكل عقاب معنوي وأخالقي وقد ترتب عنه ظهور مبادئ وواجبات وأوامر يكون لزاما على المستضعفين الخضوع لها من أجل المحافظة على حياتهم وهكذا وبدل تعويض الدين مباشرة تم تعويضه بشكل غير مباشر عن طريق تخلي المدين العاجز لسلطة القرار لصالح الدائن الذي أصبح منذ هذه اللحظة وبفضل قوته وجبروته يصدر األوامر ويمارس مختلف أشكال العقاب على من هم تحت سيطرته هذه إذن هي العالقة التاريخية األولى التي كانت ورا تشكل الوعي األخالقي في نظر نيتشه غير أن العبيد والمستضعفين فيما بعد عملوا على قلب القيم األخالقية وإعطائها معاني جديدة تخدم مصالحهم يتبين إذن مع نيتشه كيف أن الوعي األخالقي ذو جذور تاريخية وتجارية إذ أنه يجد مرتكزاته في الصراع الذي حصل بين الناس حول المصالح االجتماعية واالقتصادية ولذلك فاإلنسان ال يلتزم بالواجبات األخالقية في ذاتها كما ال تكتسي هذه الواجبات صبغة ثابتة ومطلقة بل إنه يتوخى النتائج النافعة المترتبة عن تلك الواجبات مما يضفي عليها طابع النسبية والتغير وهذه الفكرة األخيرة تقودنا إلى إشكال الواجب بين المطلق والنسبي فهل يرتبط الواجب بكل مجتمع على حدة فيتخذ طابع النسبية أم أنه مطلق ويتعلق باإلنسانية ككل المحور الثالث الواجب والمجتمع إشكال المحور هل الواجب األخالقي هو مجرد صد لصوت المجتمع أم أنه يتجاواه إلى مستو اإلنسانية ككل وهل هو خاص يتعلق بكل مجتمع على حدة أم أنه كوني يتعلق بجميع الناس وهل الفرد ملزم بواجبات نحو مجتمعه فقط أم بواجبات نحو اإلنسانية أيضا

سحابة تخزينية تعليمية اجتماعية wwwbacdocma إعداد طارق حسين للمزيد من الدروس wwwbacdocmaTarik موقف دوركايم الواجب األخالقي هو ترديد لصوت المجتمع مالحظة يمكن استثمار موقف دوركايم أيضا في المحورين السابقين حيث أن دوركايم يقول بإلزامية الواجب األخالقي وخارجيته في حين أن كانط يقول بااللتزام الصادر من داخل الذات أما في المحور الثاني فإن دوركايم يحدد أساس الوعي األخالقي في المجتمع أو ما يسميه بالضمير الجمعي إن مصدر الواجب عند دوركايم هو المجتمع الذي هو كائن معنوي يتجاوا األفراد ويؤثر فيهم هكذا فلد األفراد مشاعر عديدة تعبر عن صوت المجتمع الذي يحيى داخل ذواتهم ويمارس عليهم نوعا من القهر واإلكراه الخفي إن المجتمع بهذا المعنى هو جز ال يتجزأ من الذوات الفردية التي ال تستطيع أبدا االنفصال عنه فهو الذي بث فيها تلك المشاعر والمعايير التي تحدد لها واجباتها األخالقية أي ما ينبغي عليها فعله وما يجب تجنبه فالضمير األخالقي إذن هو تعبير عن صوت المجتمع وهو يتردد داخل الذات الفردية بلغة اآلمر والناهي مما يجعله يتمتع بسلطة قاهرة ويمنح بالضرورة لقواعد السلوك الفردي صفة اإلكراه المميزة لإللزام األخالقي لكن إذا كان الواجب يرتبط بالمجتمع وبإكراهاته فإنه بذلك يسقط في االنغالق والنسبية مادام أن لكل مجتمع خصوصيته الثقافية والحضارية التي تميزه عن باقي المجتمعات كما أن الواجب في هذه الحالة من شأنه أن يؤدي نوع من الصدام الحضاري والصراع الفكري واألخالقي بين األمم والشعوب فهل يمكن أن نرتقي باألخالق إلى مستو الكونية ونخرجها من انغالقها لتنفتح على القيم والواجبات اإلنسانية موقف برجسون من الواجب إاا المجتمع إلى الواجب إاا اإلنسان ير برجسون أنه بالرغم من أن المجتمع يتكون من إرادات فردية حرة فإن هذه اإلرادات تؤلف في انتظامها جهااا عضويا يرسخ أنساقا من العادات الجماعية التي تمارس إلزامها وسلطتها على األفراد هكذا فالمجتمع هو الذي يحدد للفرد واجباته وقواعد سلوكه اليومي ويتم خضوع الفرد للمجتمع بنوع من اآللية والعفوية التي ال يكاد يشعر األفراد خاللها بذلك الضغط الممارس عليهم من قبل المجتمع غير أن هذه الواجبات تتحول إلى عادات محدودة وذات طابع سكوني ومنغلق مما يحتم ررورة حسب برغسون االنتقال بها إلى مجال المجتمع المفتوح الذي هو اإلنسانية ككل إن علينا واجبات نحو اإلنسان كإنسان كاحترام حياة اآلخرين واحترام حرياتهم ومعتقداتهم ولذلك يجب ترسيخ قيم وواجبات كونية من شأنها أن ترسخ السلم والتسامح بين كل أفراد بني اإلنسان