الإیمان و الصحة النفیسة

الإیمان و الصحة النفیسة 1- مفھوم الصحة النفسیة ومراتبھا - مفھوم الصحة النفسیة ھي حالة من الاتزان والاعتدال النفسیین الناتجین عن التمتع بقدر من الثبات الانفعالي الذي یمیز الشخصیة وتتجلى في الشعور بالطمأنینة والأمان والرضا عن الذات و القدرة على التكیف مع الواقع وحل مشكلاتھ وامتلاك مھارات التفاعل الاجتماعي - حقیقة الصحة فطر االله سبحانھ وتعالى النفس البشریة على مكابدة نوازع الغرائز وأشواق الروح قال سبحانھ ونفس وما سواھا فألھمھما فجورھا وتقواھا سورة الشمس - مراتب الصحة النفسیة 2 فھوم المرض النفسي و رجاتھ - مفھوم المرض النفسي ھو نوع من الفساد یصیب النفس یخرج بھا عن حد الاعتدال و التوازنفیفسد بذلك إدراكھاویلتبس علیھا الحق بالباطلوتضعف إرادتھا وتنحرف میولھا -درجات المرض النفسي 1-القلق و الخوف المرضي وھو حالة شعوریة من الضیق والخوف وینشا عن الإحساس بفقدان المساندة التي غالبا ما ترتبط بثقة الإنسان باالله وحسن التوكل علیھقال سبحانھ وإنا لما سمعنا الھدى ءامنابھ فمن یؤمن بربھ فلا یخاف بخسا ولا رھقا سورة الجن 2-الأمراض النفسیة العقلیة وھي متنوعة ترجع في جذورھا إلى الشعور بالحرمان العاطفي والماديوالالتباس مفھوم الحیاة والموت ومن أعراضھا الوسواس القھري والاكتئاب وھي أمراض نابعة من الخضوع المطلق لرغبات النفس وأھوائھا وفقدان -الأمراض الناشئة عن التطرف في حب الذات الكبر والأنانیة والغرور والتبجح والادعاءالسیطرة علیھا ومن إعراضھا 3- علاقة الإیمان بالصحة النفسیة - الإیمان بالحیاة الباقیة و طمأنینة الخلودإن الفناء ھو أكثر ما یرعب الإنسان ویتعسھمن یعتقد أن الحیاة منتھیة یكون عیشھ ھولا وعبثا والمؤمن یعیش مطمئنا إلى عقیدتھ الإسلامیة التي تبشر بالخلود الذي یتحقق فیھ الكمال المطلق والسعادةفالحیاة الدنیا معبرا ومزرعة للحیاة الخالد - الشعور بالتكریم الإلھي ورفعة التكلیف یشعر المؤمن بشرف الوجود الإنساني ورفعة مقامھ بعد ما انتخبھ االله من بین الموجودات وھیأه لیقوم بمھمة الاستخلاف وللإیمان بعقیدة تكریم الإنسان اثر في استشعار ف رفعة الذات مما یفضي وال استعظام دوره في الحیات إلى تصرف اجتماعي یتأسس على الاحترام وینأى عن الیأس والعبثیة -الخضوع الله والشعور بالمساندة تتصف العبادة في العقیدة بالشمول مما یجعل حیاة المؤمن توجھا الله بالخضوع بعبادتھ والذلة لأمره والتضاؤل أمامھ - سكینة العبودیة یشعر المؤمن بمعیة االله وقربھ ولطفھ وتأییده فیتوكل على ربھقال تعالىوعلى االله فتوكلوا إن كنتم مؤمنین واستعینوا بالصبر والصلاة وإنھا لكبیرة إلا على الخاشعین البقرة ویلوذ بھ ویلجا الیھ ویتضرع الیھ بالصلاة والذكر والدعاء فتسكن نفسھ وتتخلص من الجزع والغم والقنوط ویغمرھا حسن الظن باالله 4- كیف نكتسب الصحة النفسیة -الفھم الصحیح للوجود والمصیر اغلب الأمراض النفسیة منشؤھا المعاناة الوجودیة التي تؤرق في فھم معاني الحیاة والموت والمصیر بسبب افتقادھم لمرشد أو ھاد یھدیھم إلى الحق ولا ھادي للحق البشري في ھذه الاسألة غیر القرانقال سبحانھأفحسبتم إنما خلقناكم عبثا وأنكم إلینا لا ترجعون سورة المؤمنونفعلى المؤمن أن یخصص زمنا للتفكر في نفسھ وفي آلاء ربھ وفي مصیره بعد رحیلھ -تقویة الصلة باالله تتم بعبادة االله كما أمروالاجتھاد في ذكره والتقرب إلیھ بالطاعات والنوافل طلبا لحبھ ورضاه عن أبي ھریرة رضي الھ عنھ قال قال رسول االله ص اذا احب االله عبدا ابتلاه وقال ص أن االله تعالى قال وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضتھ علیھ وما یزال عبدي یتقرب إلي بالنوافل حتى أحبھ فإذا أحببتھ كنت سمعھ الذي یسمع بھ وبصره الذي یبصر بھ ویده التي یبطش بھا ورجلھ التي یمشي بھا وإن سألني لأعطینھ ولئن استعاذتي لأعیذنھ وما ترددت في شيء أنا فاعلھ ترددي عن نفس المؤمن ت-التقوى والاستقامةالتقوى ھي مراقبة االله في القول والفعل والنیة سرا وعلاناوالعمل بمقتضى كتابھ والاستعداد لیوم لقائھ ومن اتقى االله استقام على منھجھ وسار على ھدي نبیھقال ص إن أولى الناس بي یوم القیامة المتقون من كانوا وحیث كانواquot httpnetcourfreefr - السلامة النفسیة ب - الكمال النفسي وھي مرتبة النفس اللوامة التي یتمتع صاحبھا برؤیة واضحة عن وجوده وعن الكون والحیاة نتیجة إیمانھ بربھ كما یتمتع صاحبھا بالقدرة على مراقبة ذاتھ وفھم خوالج نفسھ ومجاھدة النفس والاجتھاد في العمل الصالح وھي مرتبة النفس المطمئنة الراضیة التي تشربت الخیر فصارت سجیة لھا وانطبعت على الاستقامة فصارت منھجا لھا وھذا مقام السعادة الحقة التي بلغھا الأنبیاء والأولیاء والصد یقو والشھداء و الصالحون