العنف


سحابة تخزينية تعليمية اجتماعية wwwbacdocma إعداد طارق حسين للمزيد من الدروس wwwbacdocmaTarik العنف خاص بشعبتي اآلداب و العلوم اإلنسانية تقديم يمكن القول بأن العنف هو quotاللجوء إلى القوة من أجل إخضاع أحد من الناس ضد إرادته وهو ممارسة القوة ضد القانون أو الحقquot وهو يتخذ أشكاال متعددة ومتداخلة في حياة اإلنسان كما يرتبط مفهوم العنف بمجموعة من المفاهيم األخرى كالقوة والعدوانية والسلطة والحق والقانون كما يطال مجاالت متعددة اقتصادية وسياسية وثقافية مما يجعله يثير العديد من اإلشكاالت المتعلقة بمنشئه ومظاهره ووسائله ومدى ضرورته ومشروعيته من وجهة نظر القانون واألخالق المحور األول أشكال العنف إن العنف واقعة أساسية في تاريخ المجتمعات البشرية وهو يعتمد على تقنيات ووسائل مختلفة كما يتخذ أشكاال متعددة من هنا يمكن صياغة إشكال هذا المحور من خالل التساؤالت التالية ما هي طبيعة العنف وما هي أشكاله ومظاهره وهل ينحصر العنف في مظاهره المثيرة كالحروب أم أنه قد يوجد على نحو خفي وكامن
سحابة تخزينية تعليمية اجتماعية wwwbacdocma إعداد طارق حسين للمزيد من الدروس wwwbacdocmaTarik موقف ميشو تكنولوجيا العنف المادي وأشكاله يمكن الحديث مع إيف ميشو YVES MICHAUD عن أشكال مختلفة من العنف المادي التي ميزت المجتمعات البشرية في القرن العشرين كالحروب واإلبادات واالضطهاد ومعسكرات االعتقال واإلجرام وغير ذلك وقد ساهمت التكنولوجيا في تطوير وسائل العنف المادي حيث عملت التجارة الدولية لألسلحة على نشر وسائل العنف وجعله أكثر تخريبا وفتكا وفي متناول كل األفراد والجماعات كما ساهم التقدم التقني في تطوير اآلالت واألسلحة المستخدمة في العنف مما جعل هذا األخير مختلفا عما كان عليه في السابق سواء من الناحية الكمية أو من الناحية الكيفية والنوعية ويشير ميشو أيضا إلى ارتباط العنف المادي بوسائل اإلعالم التي أدت إلى انتشاره واإلخبار عنه وإذا كان الطابع المادي للعنف يجعله ملموسا وظاهرا للعيان فإنه يمكن الحديث مع بيير بورديو عن شكل آخر للعنف أكثر خفاء ولطفا موقف بيير بورديو طبيعة العنف الرمزي ووسائله يتحدث بيير بورديو عن العنف الرمزي الذي هو عنف غير فيزيائي يتم أساسا عبر وسائل التربية وتلقين المعرفة واإليديولوجيا وهو شكل لطيف وغير محسوس من العنف وهو غير مرئي بالنسبة لضحاياهم أنفسهم وينتقد بورديو الفكر الماركسي الذي لم يولي اهتماما كبيرا لألشكال المختلفة للعنف الرمزي مهتما أكثرا بأشكال العنف المادي واالقتصادي كما أشار بورديو إلى أن العنف الرمزي يمارس تأثيره حتى في المجال االقتصادي نفسه كما أنه فعال ويحقق نتائج أكثر من تلك التي يمكن أن يحققها العنف المادي أو البوليسي إن العنف الرمزي يمارس على الفاعلين االجتماعيين بموافقتهم وتواطئهم ولذلك فهم غالبا ما ال يعترفون به كعنف بحيث أنهم يستدمجونه كبديهيات أو مسلمات من خالل وسائل التربية والتنشئة االجتماعية وأشكال التواصل داخل المجتمع ومن هذه الزاوية يمكن حسب بورديو فهم األساس الحقيقي الذي تستند إليه السلطة السياسية في بسط سيطرتها وهيمنتها فهي تستغل بذكاء التقنيات واآلليات التي يمرر من خاللها العنف الرمزي والتي تسهل عليها تحقيق أهدافها بأقل تكلفة وبفعالية أكثر خصوصا وأن هناك توافقا بين البنيات الموضوعية السائدة على أرض الواقع وبين البنيات الذهنية الحاصلة على مستوى الفكر هكذا يتبين أن العنف يتخذ شكلين رئيسيين األول هو العنف المادي الذي حدثنا إيف ميشو عن مظاهره المختلفة والثاني هو العنف الرمزي الذي بين بورديو بعض وسائله ومدى فعاليته في تثبيت دعائم الدولة والسلطة السياسية من هنا يبدو أنه من المستحيل الحديث عن مجتمعات إنسانية خالية من العنف فهو ظاهرة أكيدة في تاريخ المجتمعات البشرية
سحابة تخزينية تعليمية اجتماعية wwwbacdocma إعداد طارق حسين للمزيد من الدروس wwwbacdocmaTarik المحور الثاني العنف في التاريخ وإذا كان األمر كذلك فما الذي يفسر ظاهرة العنف في التاريخ أو بتعبير آخر كيف يتولد العنف في التاريخ البشري وما الذي دفع اإلنسان لممارسته هكذا فاإلشكال يتعلق بأسباب تواجد العنف في تاريخ اإلنسان وهو إشكال يمكن مقاربته انطالقا من ااويتين متمايزتين إحداهما سوسيو اقتصادية يتبناها ماركس واألخرى تحليل نفسية يقول بها فرويد موقف ماركس الصراع الطبقي كمولد لظاهرة العنف في التاريخ بين ماركس أن ظاهرة العنف في التاريخ ناتجة عن الصراع الطبقي الذي هو المحرك األول لعجلة التاريخ والذي عرف دوما حروبا ال تتوقف بين فئة مستغلة ومضطهدة من جهة وفئة مستغلة ومضطهدة من جهة أخرى وهذه الحروب والصراعات هي التي تولد أشكال العنف المختلفة والتي يكون لها أثر فعال على مستوى تغيير أشكال الحياة االجتماعية ومن خالل استقرائه للتاريخ بين ماركس أن المجتمع كان مقسما إلى طبقات تعيش أوضاعا وشروطا اجتماعية مختلفة بحيث نجد في المجتمع الروماني القديم طبقتين متمايزتين هما السادة والفرسان من جهة واألقنان والعبيد من جهة أخرى كما نجد في القرون الوسطى السادة والشرفاء من جهة واألقنان والحرفيون العاديون من جهة أخرى وإذا انتقلنا إلى العصر الحديث عصر سيادة البورجوااية الطبقة المالكة لوسائل اإلنتاج فإننا نجد أن الصراع لم ينته بعد إذ أصبح المجتمع منقسما إلى معسكرين متعاديين أي إلى طبقتين متعارضتين تعارضا كليا هما البورجوااية والبروليتاريا وهذا الصراع االقتصادي واالجتماعي في جوهره هو الذي يولد أشكاال مختلفة من العنف واالستالب واالستغالل الذي تمارسه الطبقة المالكة لوسائل اإلنتاج المادي على الطبقة الشغيلة وقد يتخذ هذا الصراع طابعا فرديا ال يعيه الفرد ذاته كما قد يتخذ طابع صراع نقابي أو سياسي أو إيديولوجي واضح
سحابة تخزينية تعليمية اجتماعية wwwbacdocma إعداد طارق حسين للمزيد من الدروس wwwbacdocmaTarik موقف فرويد الطبيعة العدوانية لإلنسان هي التي تولد العنف في التاريخ ويمكن تقديم تحليل آخر لظاهرة العنف في التاريخ هو ذلك الذي يقوم به فرويد حيث يربط العنف بطبيعة الجهاا النفسي لإلنسان حيث نجد quotالهوquot كنسق أصلي في هذا الجهاا يميل إلى تحقيق دوافعه الغريزية والتي تستهدف تحقيق اللذة والمصلحة الذاتية بشتى الوسائل بما فيها تلك التي تعتمد على العنف هكذا يعتبر فرويد أن اإلنسان كائن عدواني وشرس بطبعه فهو كائن تندرج العدوانية لديه بالضرورة ضمن معطياته الغريزية ولذلك فإلنسان ينزع إلى تلبية حاجاته العدوانية على حساب اآلخر وإلى استغالله وإهانته وإنزال اآلالم به واضطهاده وقتله ولذلك ال يمكن سوى قمع العنف وكبح جماحه دون التمكن من القضاء عليه ما دام يعاود الظهور حينما يتم إلغاء الزجر في فترات الحرب التي تنزع عن اإلنسان قناع الوحش المفترس الذي ال يقيم أي اعتبار لبني جنسه هكذا يرى فرويد أن هذه العدوانية المتجذرة في اإلنسان هي الذي تولد أشكال العنف المختلفة في التاريخ وتهدد العالقات القائمة بين الناس داخل المجتمع فالمبدأ العام عند فرويد هو أن الصراع بين الناس تتم تسويته بواسطة العنف وقد عرف مسار العنف تطورا في تاريخ البشرية حيث تم االنتقال من العنف العضلي إلى العنف الذي يستخدم األدوات ثم إلى عنف عقلي سيشكل قوى موحدة ضد عنف األقوى من هنا فقد تم كسر شوكة عنف األقوى عن طريق اتحاد مجموعة من القوى الضعيفة التي ستتخذ القانون والحق كقوة تستخدمها الجماعة لتحقيق أغراضها فالعنف إذن لم يختفي نهائيا وإنما تم تعزيزه بواسطة العقل وأصبح يمارس باسم القانون وهذا ما سيطرح مسألة مشروعية العنف من اوايا القانون والحق واألخالق المحور الثالث العنف والمشروعية انظر المحور الثالث من درس الدولة
تحميل

PDF

13327 مشاهدة.

Tarik Hcine

Tarik Hcine

يمكن القول بأن العنف هو اللجوء إلى القوة من أجل إخضاع أحد من الناس ضد إرادته، وهو ممارسة القوة ضد القانون أو الحق. وهو يتخذ أشكالا متعددة ومتداخلة في حياة الإنسان. كما يرتبط مفهوم العنف بمجموعة من المفاهيم الأخرى كالقوة والعدوانية والسلطة والحق والقانون، كما يطال مجالات متعددة؛ اقتصادية وسياسية وثقافية. مما يجعله يثير العديد من الإشكالات المتعلقة بمنشئه ومظاهره ووسائله، ومدى ضرورته ومشروعيته من وجهة نظر القانون والأخلاق.
أرسلت , عدلت .



كلمات مفتاحية :
العنف أشكال المادي ميشو ورديو الرمزي التاريخ ماركس الصراع الطبقي الطبيعة العدوانية فرويد المشروعية
العنف أشكال المادي ميشو ورديو الرمزي التاريخ ماركس الصراع الطبقي الطبيعة العدوانية فرويد المشروعية bacdoc bac doc dok document cours bacalaureat bacalauréat baccalauréat bacalauréat bacalaureat baccalauréa baccalaurea maroc باك دوك باكدوك دروس بكالوريا باكلوريا باكالوريا المغرب 2014 2015 2016